مقالات واراء

زي الملايكة ..

احجز مساحتك الاعلانية

كتبت / فايزة ربيع

لم أرى ملائكة من قبل ! و لكني رأيت أمي ..
رأيت فيها رحمة ربي وَ عفوه ..شعرت بِحب مُنزه ِبلا حدود ، و عطاء ِبلا مقابل ، أَسكنتني في قلب كان كالقصر و كنتُ فيه أنا كالملكة ، غَفوت عيناي فيه على ابتسامةٍ حانية و عيون تَملأها الرحمة و الحنان .. و صَحوت على الوَحشة و عيوني أنا ملؤها الحزن و الضعف و الفُقدان..
فقدتها ..فتبدلت الأرض و الوجوه !
بالحق ،، و بكل الصدق ؛ هو شعور لا يوصف ، هو الإحساس بنصف الحياة ، و نصف الابتسامة ، و نصف الروح ، انطفأت شمسي و اختفى ظل من كنت أحتمي بها و أستظل بِحُبِها ،،
عفوك ربي ،، لا شريك لك و لكنك سبحانك و أنت من قلت أنك تكرمني من أجلها ،، و لأجلها كنت أنا سَأُضحي بِعمري و روحي لتبقى هي ..
هي من دلتني عليك ، معها صليت و دعوت ،
و بيدها حجابي ارتديت ، و بشوقها إليك و لنبيك بكت و بكيت ،،
و ظني فيك يا ربي أنها بلقائك فرحت و سعدت..و كنت أنا التي فقدت و تيتمت ..
رحلتي يا قرة العين ..و ما زلتي تسكني القلب و البال .. نعم يشتد الحنين و كثيراً ما تحن الروح لكلماتك التي يطيب بها الخاطر، فيا له من شعور قاسي عندما أحتاج إليك ،، و لم أجدك ..
عذراً ..و لا أبالغ: فقد أصبحت دنياي تقطر بالفرحة.. و ذهبت معها الحياة فلا أدري متى العودة !! حتى أحلامي أصبح أقصاها أن تعودي يوماً ، أو تعودي لحظة .. حتى أرتوي من نعيم رضاكى ..و أقتبس من نور قلبك و حنانك.. فكم تشتاق العين لرؤياكي يا رحمة الدنيا و جنة الأرض…..
ما زلتي هنا ..في قلبي يا أمي .. و ستظلي هنا دائماً بداخلي يا أنيسة الفؤاد و توأم روحي ،، إستودعتك الله حين فراقك على أمل اللقاء فلن يغفو قلبي و يطمئن إلا حينما يجدك و يرتمي في حصنه الذي فقده و تألم لفقده .. نعم حصني هو: تلك الضمة الحانية و الإبتسامة الصافية ، سأنتظر إلى أن يقضي الله أمره ،، و لا أملك سوى إنتظار هذا اللقاء ،، و كم تمنيت على الله أن يكون كما أردنا و دعونا : هناك عند جنة الفردوس ، أتذكرين يا رفيقة الدرب و معلمتي و قدوتي ،، هذا ما يُسَكن قلبي عندما يَأِن لفراقك ، و هذا ما يجعلني أسعي و أجتهد لأكون جديرة بهذا اللقاء ..فهو حقاً حلم العمر الذي أستمد منه الإحتمال و الصبر ،
و إلى أن يحين الموعد فدعائي لكي هو رفيقي في قيامي و جلوسي و في صحوتي و منامي .، حتى أصبحت ألهم به كما ألهم النفس ..
رحمك الله يا غاليتي .. و رحم كل حبيبة تركت من ورائها قلوب تتألم من الفراق و الوحدة .. يا من جعلتي من الحياة جنة ! و كان الجزاء من صنف العمل فكانت الجنة تحت أقدامها ..
و عذراً.. إن لم أعطها ما يوفيها حقها في المعنى أو الكلمة ، فهي النقية ، الوفيه ، الجميلة سراً و علانية ، فما بحثت عنها إلا و وجدتها لله ذاكرة ، سارحة في خلقه و لهمومه حاملة ، هي حقاً صاحبة السعادة ، فهي من تعلمت منها أن الرضى لمن يرضى ، و أن الأمان دائماً في التقوى ..
أمي يا مَن إذا أردتُ وصفها .. احترتُ بين جمال الخُلق و الخِلقة ..
فما وجدت وصفاً يليق بك يا أمي ..سوى أنكِ .. زي الملايكة ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى